قالت له يا أسود بنوع من السخرية فأنظرو بما جاوبها ...
قالت لي يا أسود - رجعت للوراء
حنطي لونها و بشرتي سمراء
مغرورة شكلها تحب الطاعة و الولاء
السواد هو الوطن في القارة السمراء
سوادي هبة خالقي و أحس بارضاء
لوني شرف لي و للكعبة كساء
للرجال مميز للشوارب و اللحاء
سوادي في العيون زينة و بدونه عمياء
لوني شهامة و رجولة ما به ما يساء
سوادي خيام بادية لعروبة كرماء
تعلمين لوني للمرأة ستر و جمال و غطاء
سوادي على كل راس أمنية النساء
و إن كان شعرك أبيض تشترين لوني بسخاء
و بعدما تضعينه تعودين شباباً للوراء
تقولين أسود ؟؟؟
تقولين أسود ؟؟؟
و كل من يزور الكعبة يقبل لوني بانحناء
السواد هو صندوق سر لرحلات الفضاء
السواد هو بترول مبدل صحاريك لواحة خضراء
لولا السواد ما سطع نجم ولا ظهر بدر في السماء
السواد هو لون بلال المؤذن لخير الأنبياء
لولا السواد لا سكون ولا سكينة بل تعب و ابتلاء
تقولين أسود ؟؟؟
تقولين لي أسود ؟؟؟
و السواد فيه التهجد و القيام و السجود و الرجاء
فيه الركوع و الخشوع و التضرع لاستجابة الدعاء
فيه ذهاب نبينا من مكة للأقصى ليلة الإسراء
لو ضاع السواد منا علينا أن نستغفر و نجهش بالبكاء
عزيزتي ...
تأملي الزرع و الضرع و سر حياتنا في سحابة سوداء
اسمعيني والله أنتي مريضة بداء الكبرياء
أنصتي لنصيحتي يا امرأة و لوصفة الدواء
عليك بحبة مباركة من لوني مع جرعة من ماء
أنا لست مازحاً و ستنعمين والله بالصحة و الشفاء
سامحيني يا مغرورة لكل حرف جاء و كلمة هجاء
و كل ما ذكرت هو حلم في غفوة ليل أسود أو مساء
لا أسود ولا أبيض بيننا في شرعنا سواء
كلنا من خلق الله الواحد نعود لآدم و أمنا حواء